وَجهُ الصّبحُ يبتَسِم وَ أنا أقرأ الكَلِماتُ التّي لا تُعبّر الاّ عنْ روحِها، أنهَضُ من حالَتي.. حالِمَة . كَيفَ تُرفرِفُ الأطيارُ من مِعصَمي وَ أنا فاتِحَة ذراعَي عَلى الغَدِ البَعيد كَ غيمَة حُبلى مُزنا لَم أتذوقهُ بَعد..
ماذا يعني أنْ أمشي على أجنِحَة الفراشَات وَ أنا أخشى عليها أن تتكسّر؟ وَ ماذا يعني أن أنتزِعَ الوَردَ وريقاتِه في طريقي الى الجنّة؟
هَذا الصُّبح الذّي يطلَعُ على وَجهِ أمّي يتحَسّسُ قَسماتِها مُنتشيا، أراقبُه من نافِذَتي كَيْفَ تزولُ غشاوَة عَلى السّماءِ ثُم هُو ينشُرُ أطيافَهُ البيضاء في تَناغُمٍ جَميل.. قِطعة موسيقيّة، أخاطِبُ نَفسي: كَيْفَ يُشرقُ لي صباحٌ زَهريّ أنا الأخرىَ
حــــالِمَة .
لا تتوقفُ الأطيارُ عَلى رأسِ سَحابَة مَا فَهي تَطيرُ مَهْما بَلَغت منْ أمرِ تَساميها، فلِماذا أركنُ أنا أجنِحَتي في زاوِيَة، أوْ أتلو أمنِيةُ في خاطِري عِندَما تكشِفُ لي النّجومُ عن واحِدٍ من أسرارِي..
اذا ترقُص النّجومُ في السّماء . .
مُؤكّد تَفعَل .
في الصّفصافِ عِندَ جُرفِ النّهرِ حَكاوٍ تبيتُ ساجِدَة عَلى عرشٍ مِدادُه صَفحَة رَقراقَة، وَ في الياسَمينَةِ نَفحاتٌ تَغمُرُ الأرواحَ البارِدَة نَقائها..
وَ أنا أراقِبُ القَمَر حــالِمَة
حالِمَة بالفَجرِ كَي ما يحملُ مَعه بُشراي، نَفحَة طيب . . أفتَحُ ذراعَي وَ أرخي يَدي على الفَراغاتِ في جَيبي، أريدُ أن أطيرَ مَع أغنياتِ البَلابِل وَ الحمائمُ تغزِلُني على عُودِها. أيتّها الخَفَقات التّي تَعبّ قَلبي دُوري، دُوري نِصفَ دَوخَة غَداة أصبِحُ نَسمَة ربيعيّة.. ثُم مُدّيني الى الأمامِ وَ خلْفَ ناظِري، انّي حـــالِمَة أنْ أكونَ نوتَة موسيقيَّة .
هِادي الكَمنجاتُ الخاشِعَةُ على التِلالْ، أحلُمُها .
وَ ماذا يَكونُ الحُلُم ؟
غَيْرَ رَقصَة صوفيّة غايَة في الخُشوع، تأخُذُني حيثُ تَرقُدُ أجفانُ النّهارُ التّعِبَة، فيمَ يعيشُ اللّيلُ في قَصيدَة كتَبتها أوراقُ الزّيزَفون وَ طارَت في أبياتِها خَفيفاتُ منْ روحي . .
يالَ الدّهشَة، كَــم تبلُغُ أحلامي مداهَا .
خَيالي الشاسِع، على وَرَقِه البَتول نَقشتُ تَعاريجَ روحي التّي انمَحَتْ وكَتبتُ اسمي ثلاثا كَمثلِ تَعويذَة لا تَرجعُ من سِحرها أبَدَا .
هكذا أنا، حـــالِمَة .