الجمعة، 17 أكتوبر 2014

عَلى أعْتـابِـ الرّحيل كَلمآتْ



لم تشعر الاّ و دمعة نزلت  من عينيها حين وجدتْ نفسها عاجزة حتّى أن تسأله عن سبب حزنه، فكرتْ طويلا في  السّبب الذي قد يجعلها تمتلك الشجاعة لِ تسأله "مآ بك"،و لم تجدْ...
كآنت تفكر كم هي عاجزة فعلآ أن تنطق بِ بضعة أحرف، هل هيَ حقّا بِـ حجْمِ هذِه  الصعوبة لِ يتوقف عندها لسانها، أم أنّها لم تعد تمتلك صلآحية أن تسأله "مابه".
هوَ لم يُشفَ بعد لِ تسأله سؤالا عآريا كَ هذا .. و هي لم تنس أنّه منذ ذآك اليوم، صار لزاما عليها أن تَستر كلماتها فَ مذ ذآك وجب  ألآ تُلقي اليه بِها الا من وراء حجاب. فَ أن تسأله "ما به" كأنّها تهيأ لِ أكثر من احتراق لن يترك خلفه سوى الرمآد. تمآلكت نفسها و استجمعت قوّتها تحسبا لِ أكثر من جواب قد "يدمرّها".. و سألته وهي تلف سؤالها في أكثر من لحاف، قآلت: هل أنتَ بِ خير؟
..يكفي أنّه ابتسم ابتسآمة -صآمتة من الفرح- حال مآ سألته، لِـ تفهم  الجوابْ.. لَـ طالمآ فكّت طلاسِم هآتِه الابتسامة التي تحمل ما ليس للكلمآت قبلا بِ ترجمته. و بعد شيء من  الصمت..
 قال: لآ شيء سوى أنّي حزين بعض الشيء ..و سكتَ قليلا لِ يُكمل: و لكنّي لآ أدري السبب
. هو في الحقيقة لم يصمت مآ بين هاتين الجملتين.. و لكنّه قال  ما كانت تخشى قلبَها أن يسمعُه، فَ حين يكون الجواب محشوا بِ الصمت، فهذآ يعني أننّا نكسو ما نريد قوله حقيقةً بِـ مآ يتوجب علينا قولُه. لذآ فَ هو أجابها الجواب الذي كانت تُشفق على قلبها منه، في تلك الثواني المعدودة التي سكتها. و عاد لِ يقول أنه لآ يدري السبب كأنّما لِـ يبعد التهمة عن قلبه
.. أطرقت هنيهة و هي تُعيد ترتيب نفسها بعد كل هذآ.. ارتأت أن تواصل لعبة الاختباء  لعلّها تكون أخطأت في فهم كلآمه أو بِ الأحرى صمتِه. كآنت حقّا توّد أن يكون الأمر كذلك..
فَ أردفت: لآ يمكن أن تشعر بِ الحزن دون سبب، من الأرجح أنّ هناك سببا في ذلك. نظر الى عينيها فجأة، كأنمّا كآن يبحث عنها..فَ بالنسبة اليه، وحدهما عيناها يُريانِه ايّاها كما هي، ظل يُحدّق فيهما جيدا و هو يتساءل كم من الأكاذيب ارتدت لِ تلقي اليه بِ سؤال كهذا..هي حقّا فهمته حق الفهم و لولآ ذلك لما ألقت بِ ناظريها الى الأرض تحاشيا أن يكتشف خدعتها. أطرق رأسه هو الآخر و هو يقول في نفسِه أنّ هذآ البريق الذي لمحه قبل قليل في عينيها لآ يُمكن أن يكذب..
لآ يُمكنها أن تُخفي عنّي روحها مهما حاولتْ، فَ هي لآ تعرفُ أبدا كم أنا أعرفها و كمْ أنا أفهم كل لغآت جوارحها، هي تجهل حقّا السبب الذي كآن يجعلني أحدّق فيها طويلآ..كآنت تظن أني ذلك افتنانا بها و لكنّ الحقيقة أنّي كنتُ "أقرأها"..كنتُ أحاول أن أحفظ تلك الأشياء الصغيرة، ابتسامتها، طريقة كلآمها، نظرتها الى السمآء، انعكاس أشعة الشمس على وجهها
.. لمْ تَكُن تدري أنّي لِ فرط ما خزنتُ هذا في ذاكرتي أصبحتُ أراها في وجوه كل الأشخاص الذين أقابلهم في حياتي.  ابتسم ابتسامة حزينة بعد طبق كثير الدسم من الذاكرة، قالت له: لمَ تبتسم هكذآ؟ أجابها: لآ شيء سوى أن أشياء من الماضي لآ تزال عالقة بِ تفكيري.. و هي سبب حزني،
 أردفت: و لمَ ابتسمتَ اذا مآ دامت هي ما جعلك حزينا؟ كآنتْ تعي جيّدا أنّنا لآ نبتسم فقط لننا سُعداء، فَ الابتسامة ليست تعبيرا عن شُعور يختلجنا لحظتها، بل هي لُغة من نوع آخر..نستعينُ بها اذا مآ كآن شعورنا أكبر من الأحرف الأبجدية، وحدها الأحاسيس الكبيرة لآ تُقال كلآما. و لكنّها كآنت تُصّر أن تكون مخطئة في فهمه حتّى لو تطلب منها الأمر أن تعود للوراء. ظل يبتسمُ طويلآ بينمآ كآنت هي تحدث نفسها بِ كل هذآ، ثم أجابها: أ تعلمين مآ يجعلني أبتسمُ رغمَ أن شعوري عكس ذلك؟
أبتسمُ الآن و قد صارت تلك الذكريات من المآضي فَ لن يكون لي بعدَ ذلك أن أكرّرها مرة أخرى..و اذا ما ابتسمت فانّي لن أستطيع أن أتحمّل عبثها في ذآكرتي. انّها تعيش معي مهما حاولتُ التخلص منها، و رغم أنّها تحزنني الاّ أنها آخر مآ تبقىّ لي من لحظة غفى فيها عنّي الدهر، و هي أيضا الدليل الوحيد الذي أمتلكه بين يدي و الذي يثبتُ لي أنّـ... فجأة توقف عن الكلآم..علِقت الحروف بين لسانه و لم يعُد قادرا على النطق بهآ.. نهض من مكآنه بِ سرعة و التفتْ ..همّ بِ الرحيل و هي لآ تزال جالسة و قد أصابتها الدهشه..اغرورقتْ عينآه، نظر الى السمآء و قال الكلمة التي خبأها كل هذه المدّة الزمنية من لقاءهما، قالها بِ اقتضاب و هو يُكفكف دمعه: أنّك كنتِ لي يوما مآ و رحل ..

الأحد، 12 أكتوبر 2014

اَلمَــرايآ المُنْكَسـرَه

اَلمرايآ المُنكَسِرة تَخْدِشُ جروحَ الْقَلْبِ التّي لمْ تَندَمِل بعدْ.. شَظايآها منْ حوْلي كَثيرةُ الثرْثرة، لـَا تَزالُ تذْكُر ضَوْء القَمر الحزين، الكُرسيُّ الْعَتيق، وَ شَجرةُ الزيزفونِ الرآقصة علىَ ايقآعاتِ الخُشوعْ
..
وُجوههآ كَئيبه،، تمآمَا كَـ كَآبةِ لَيْلتِنا العَجوزْ.. وَ هيَ تُرتّلُ علىَ مَسامِعنآ أشْعارَ الصمْتِ قَبْلَ الحُبّ بِـ قَصيده
..
أَرىَ فِيها وَجهَ القَمَر المُحمرّ خَجلـًا، و أزْهآرُ التَوْليبِ مُخضّبة بِـ أحمَرَ لـَا يليقُ بِها، وَ الفُستآنُ الـأسوَدُ الذّي أرْتَدي يَصيرُ "حُبّا"، وَ نَسمآتُ اللّيل تُمْسِكُ روحي تُرآقصها.. وَ أنت.. أنتَ تَبْتَسمْ  كَـ وَجْهِ الصُبْحِ بَعدَ الدُموعْ
..
فِي كُلّ وَجْهٍ أرىَ أشْبآحَ الذآكرة تتَربّصُ بي، فَـ لـَا الصُبحُ كآنَ بِـ قريبْ وَ لـَا ليْلَتُنا نزَعتْ عنْهآ ثوْبَ الحِدآدْ.. وَ القَمَرُ أيْضا أبَى الـّا أنْ يبْقىَ سجِينَ عيْنَيكـ
..

اَلمرَايا كُسِرَتْ حَيْث الضفّة الـأخرى منْ نَهرٍ آسن.. عِندَ المُنحدر الـأخير الذّي لـَا يليهِ سِوى لِقاء غريبٌ كمآ أراهُ الـآن.